5
في إطار دعمه المستمر وحرصه على تعزيز الثقافة السياسية والانتخابية في ليبيا، نظم حزب “ليبيا الكرامة” يوم الأحد الموافق 16 فبراير 2025 ورشة عمل تحت عنوان: “من الناخب إلى المرشح: فهم العملية الانتخابية في ظل التحديات المعاصرة” وذلك بالتعاون مع مكتب دعم وتمكين المرأة بجامعة بنغازي. وقد شهدت الورشة حضور نخبة من أعضاء مجلس النواب، وعدد من الراغبين في الترشح لانتخابات المجلس البلدي لمدينة بنغازي، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين، المهتمين بالشأن العام، وطلاب من مختلف جامعات المنطقة.
وفي بداية الورشة، ألقى د. يوسف الفارسي، رئيس الحزب كلمة افتتاحية عبّر فيها عن أهمية هذه المبادرة لتطوير المنظومة الديمقراطية في ليبيا وأكد على
” أن الهدف الأساسي من هذه الورشة يتمثل في تسليط الضوء على أهمية التوعية الانتخابية، وتهيئة الناخبين والمرشحين على حد سواء لمعرفة أدوارهم ومسؤولياتهم في المساهمة في عملية ديمقراطية نزيهة تستند إلى الوعي والمعرفة كما أشار إلى المخاطر الناجمة عن التضليل الإعلامي الذي أصبح أحد أكبر التحديات في المشهد الانتخابي المعاصر، مشدداً على ضرورة التحلي بوعي نقدي تجاه المحتوى الإعلامي والتدقيق في مصداقية المصادر، معتبراً أن وعي الإعلام هو جزء لا يتجزأ من وعي الناخب”
وأشار رئيس الحزب إلى أن هذه الورشة ليست مجرد حدث عابر، بل تأتي ضمن سلسلة من الجهود المستمرة التي يبذلها حزب “ليبيا الكرامة” لتعزيز ثقافة الديمقراطية على أرض الواقع، خاصة مع قرب موعد انتخابات المجالس البلدية في البلاد، وفتح باب الترشح لها. وأوضح قائلاً: “إن بناء وطن قوي ومستقر يبدأ من بناء مواطن واعٍ ومسؤول، يمتلك القدرة على الاختيار الصحيح بين المرشحين، بعيداً عن التلاعب أو التأثيرات السلبية التي قد تشوه قراراته الانتخابية”. كما دعا الجميع إلى المشاركة الفاعلة في تعزيز قيم الديمقراطية، وممارسة حقوقهم السياسية بشكل واعٍ ومسؤول.
وأكدات قيادات الحزب أن الحزب سيواصل لعب دور ريادي في دعم مثل هذه الفعاليات التي تساهم في نشر قيم التوعية والتثقيف بين أفراد المجتمع، بما يؤدي إلى تحسين جودة العملية الانتخابية وخلق بيئة سياسية نزيهة وشفافة.
تضمنت الورشة العديد من المحاور المهمة، التي تم تناولها بشكل دقيق ومباشر، وكان لها دور كبير في إثراء النقاش بين الحاضرين. ومن بين أبرز الموضوعات التي نوقشت:
اولا :مراحل العملية الانتخابية
قدّم الدكتور راقي الشهيبي شرحاً مفصلاً لمراحل العملية الانتخابية، بدءاً من عملية الترشح والتسجيل، مروراً بحملات الدعاية الإعلامية واستراتيجيات الوصول إلى الناخبين، وصولاً إلى عملية الاقتراع وفرز الأصوات. وأكد الدكتور الشهيبي على أهمية التزام كافة الأطراف بالشفافية والنزاهة من أجل إنجاح العملية الانتخابية وإعلاء المصلحة الوطنية.
ثانيا :حقوق وواجبات الناخبين
تناول الدكتور الشهيبي أيضاً جوانب حقوق الناخبين وواجباتهم، مؤكداً أن المشاركة الفاعلة في الانتخابات تبدأ من فهم المواطنين لدورهم ومسؤولياتهم. وقدّم توصيات عملية لتعزيز الوعي بأهمية التصويت الحر والنزيه، وشدد على اهمية الإلمام بحقوقهم مثل التحقق من الشفافية والمشاركة في الرقابة على الانتخابات لضمان نزاهتها.
ثالثا :تأثير التضليل الإعلامي وسبل مواجهته
استعرضت الأستاذة البروفيسورة سليمة زيدان التأثير الكبير للتضليل الإعلامي على خيارات الناخبين ووجهات نظرهم. وشددت على ضرورة التوعية بأهمية التفكير النقدي تجاه المحتوى الإعلامي، والعمل على تعزيز فهم المواطنين لكيفية تحليل الأخبار واكتشاف المغالطات والمعلومات المضللة. كما أكدت زيدان أن الإعلام، رغم قدرته على التأثير سلباً، يمكن أن يكون أيضاً أداة قوية لدعم التثقيف الانتخابي والتغيير الإيجابي عندما يتم استخدامه بشكل أخلاقي ومهني.
رابعا :التحديات النفسية والاجتماعية في العملية الانتخابية
اختتمت الأستاذة غادة الترهوني الورشة بتسليط الضوء على الجوانب النفسية والاجتماعية التي تواجه المرشحين والناخبين على حد سواء خلال العملية الانتخابية. وأوضحت أن الحملات الانتخابية وما يصاحبها من ضغوط اجتماعية ومهنية قد تترك أثراً نفسياً على الجهات المنخرطة في العملية. وناقشت استراتيجيات التعامل مع هذه التحديات من أجل ضمان أجواء إيجابية تُساهم في إنجاح العملية الديمقراطية.
حظيت الورشة بإشادة واسعة من قبل الحاضرين الذين عبّروا عن تقديرهم للأفكار والمعلومات التي تناولتها. وأكد المشاركون أن مثل هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في تعزيز الوعي الانتخابي، وتقديم فهم أفضل للتحديات التي تواجه العملية الديمقراطية في ليبيا.
وفي ختام الورشة، أكد حزب “ليبيا الكرامة” على استمراره في تنظيم فعاليات مماثلة، داعياً جميع الأطراف السياسية والمدنية إلى التعاون من أجل تحقيق تجربة ديمقراطية نزيهة وشفافة، تكون نموذجاً يُحتذى به. وأكد القائمون على الحدث أن الحزب سيواصل تقديم الدعم والمساندة لكل الجهود التي من شأنها أن تُرسخ أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة تأتي في وقت تشهد فيه ليبيا استعدادات مكثفة لإجراء انتخابات المجالس البلدية، وهو ما يجعل هذه المبادرات ذات أهمية قصوى لضمان نجاح العملية وتأمين مشاركة فاعلة لجميع أطياف المجتمع الليبي.
#مكتب_الاعلام
#إستقرار_عدالة_تنمية